Wednesday, April 23, 2008

عن حفل التخرج

)الصور قد تأتى لاحقاً)
بصراحة انا مش عارف أبدأ منين...
بس على اعتبار انه بلوج، يعنى مدونة شخصية فخلونى، بعد اذنكم أو حتى من غير اذنكم، اتكلم انا كنت شايفه ازاى...
انا بصراحة كنت مخنوق جداً من انى اروح اليوم ده، بس كنت عارف انى لو قلت كده حاسمع كلام مش حلو خالص من ناس كتير، وبالفعل لحد الساعة تمانية مساءَ من اليوم ده، يعنى بعد نص الحفلة تقريباً كنت مخنوق على آخرى، مخنوق ليه بقى... لحاجات كتير... على راسها أكيد انى كنت حاشوف خلق انا فعلاً حاسس انى مستريح نفسياً انى مابقتش اشوفها بعد التخرج، رغم انى ماعنديش اى مشاكل معاهم على ما اذكر بس كنت باحس انى مفقوع وانا شايفهم، والحمد لله ربنا كرمنى بشكل عجيب وماشفتش ولا خلقة منهم فى اليوم ده...
تانى حاجة كان فى سؤال ملح فى ذهنى وهو معنى كلمة "حفلة"، احنا رايحين نحتفل بإيه؟ بالتخرج؟، طيب ما احنا اتخرجنا من ييجى سنة، بانهم طلعولنا الشهادات؟، أكيد ده مش حدث يجوز الاحتفال بيه يعنى، بإن احنا زى ما طلعنا على نفسنا دفعة متميزة وماحصلتش؟، باعتراف كذا حد من اللى أثق فى رأيهم من دفعتى فإحنا اطفينا جامد بعد التخرج، يمكن معظمنا لسه مكمل زى ما كان فى حياته وشغله، ويمكن البعض كمان اصبح وضع الاتنين عنده أفضل، لكن فينا حاجة مش مظبوطة.. هى إيه.. والله ما اعرف، بس ممكن اقول ان فيه ناس كرامتها اعز من اى حاجة ودول جديرين بالاحترام أكيد، وناس بتتاطى لأى كلب عشان يـ... يعضهم يعنى ماتفهموش غلط فى مقابل انهم يبيعوا أى حاجة.. يبيعوا فنهم يبيعوا أحلامهم يبيعوا كرامتهم يبيعوا أى حاجة عشان يوصلوا لسبوبة بحتة.. وطبعاً دول جديرين بالشتيمة... فيه اللى حصروا حياتهم فى إنسان مش مهتم بيهم لدرجة افقدتهم الاتزان الحياتى، ودول جديرين بالشفقة، وفى اللى صدقوا وهم كبير وعاشوه وفى الآخر اكتشفوا انه كان زى البالونة اللى عمالة تكبر تكبر لحد ما تفرقع فى الآخر، ودول جديرين بصفعة على الوش أو القفا أو أى مكان متاح عشان يفوقوا بما فيه الكفاية... وطبعاً فى اللى دخلوا الجيش ودول جديرين بالدعاء ليهم (مش حاذكر اسماء طبعاً ماعدا فى آخر حالة يمكن حد نضيف يخش ويدعى.. ربنا يعدى ايامك فى الجيش على خير يا أحمد يا ضبع).
م الآخر انا كنت مقتنع ان مفيش مبرر للاحتفال بأى شئ، بس قلت حاتعامل مع الموضوع على انه خروجة مع صحابى بس فى جو مختلف شوية عن المألوف.

مش عارف ايه جو النكد اللى دخلت فيه الموضوع ده، بس خلونا نحكى عن اليوم نفسه، هو ده اللى فيه البهجة...
اليوم بدأ بإننا اتقابلنا فى الكلية حوالى الساعة اتنين الضهر (وقت بداية حرب اكتوبر كده)، وساعتها ادركنا مدى عظمة الجندى المصري اللى عبر القناة فى الوقت ده، وكان سبب الادراك هى حرارة الجو المفرطة فى السخونة، قابلت ايهاب التهامى وأحمد سمير وأحمد عبد الجواد، وبعدين طلعنا لمدرج الكلية وقابلنا هناك أحمد الضبع وأحمد يس (واحد من أجدع الناس فى كليتنا واللى اعترف انى طول الاربع سنين كنت من اندل ما يمكن معاه، ودليل جدعنته انه حتى الآن ماتخرجش بس كان واقف معانا فى كل لحظة طول اليوم) وكمان قابلنا عمرو نجيب (زقزوق) وأحمد عبد الحميد السيد ومحمد جلال وحاتم رضا ومحمد فتحى وانضم إلينا لفيف من خريجى إعلام دفعة 2007 ممن لا يتسع المقام لذكرهم، مانا مافييش دماغ اقعد افتكر كل واحد دخل قال سلامو عليكو ومشى.
طلعنا لمدرج اربعة واحتليناه لوحدنا، وعمرو خد قرار انه يعمل بكاميرا الفيديو اللى معاه كليب قبيح (على مستوى اللفظ فقط)، بمعنى انه حيدور الكاميرا على كل واحد بحيث يقول اللى فى نفسه تجاه الكلية بلغة قبيحة، أو ممكن يستخدم إشارات يعنى زى اللى درسوهالنا فى مادة العلاقات العامة فى سنة أولى، كان اسمها اشارات ذات دلالات باين، اللى هى اشارة بتغنى عن كلام كتير، وطبعاً كانت الاشارة الوحيدة المستخدمة فى وصف أحاسيس البعض عن الكلية إشارة لم ندرسها فى الكلية، وإنما اتعرفنا عليها من ملاعب الكرة غالبا، وبالذات على ايدين الكباتن حسام وابراهيم حسن (صحيح همة لسه بيلعبوا ولا اعتزلوا؟.. انا باسأل بجد مش باهزر).
فى منتصف الكليب اضطريت أمشى عشان أقابل واحدة انا باعتبرها أطيب إنسان شفته فى حياتى حتى الآن، وهى رباب الشافعى، بجد هى حد من أطيب ما يمكن ووقفت جنبى كتير فى مواقف كتير، وكانت فعلاً أكتر من أخت، مافتكرش انى اتضايقت منها أبداً غير يمكن مرة واحدة وكانت قريبة قوى، لما لقيتها متضايقة من طيبتها، بجد رباب دى نعم الأخت.
نرجع تانى للمسخرة.. انضملنا وقتها خالد ممدوح واتحركنا بعدها للقبة بعد التقاط مجموعة صور كان الغرض المعلن منها تصويرنا أما الغرض الخفى فممكن نقول انه محاولة لالتقاط صور لسبب حبنا للكلية، مع الأسف الصور اللى على كاميرتى ماطلعتش قد كده، اتمنى تكون كاميرا جلال جابت حاجات حلوة.
بعد كده انطلقنا للقبة، اللى هى لما تلاقى فى الفيلم ان الواد بيدرس فى جامعة حلوان والبت بتدرس فى جامعة عين الشمس ويحب يعرفك انهم فى الجامعة يقوم جايبلك لقطة للقبة اللى فى جامعة القاهرة دى، المهم اننا رحناها، وهناك بدأت المعاناة، الأول مشونا فى جنازة كده بتعزف فيها فرقة حسب الله قدام وقالولنا ده موكب الخريجين، طيب، مشينا فى الموكب وبعد انتهائه كان كل واحد من اللى اهله جايين مشغول عليهم همة جم ولا لأ، ولو جم طيب عرفوا يخشوا ولا إيه، م الآخر كان كل واحد حاسس انه مسئول عن مجموعة أطفال، مع اننا اكتشفنا فى الآخر ان العملية سهلة وان الأهالى ممكن يسألوا فين القبة (اللى بيجيبوها فى الأفلام قبل مايجيبوا الواد بتاع حلوان والبت بتاعة عين شمس) ويروحوها لوحدهم.
أخيراً دخلنا القبة، وهناك انضملنا أيمن الشربينى القادم من الاسكندرية (الخرم الباسم)، وكالمعتاد بتاعه كان بيضحك، على ايه ماعرفش، بس كان مهيس بشكل أوفر عن أى مرة لدرجة انه سلم عليا تلات مرات وكل مرة بنفس درجة الشوق يعنى، وهنا كان بدأ الحفل.
ملخص النص الأول من الحفل ممكن اختصاره فى حاجتين، وهى قراءة صفحة الأخبار المحلية اللى فى جرنان الأهرام مع مشاهدة فيلم "سكوت حنصور" أو الاكتفاء بسماع أغنيته اللى ألفها الشاعر الكبير جمال بخيت، واللى اختارها أثناء تكريمه فى الحفلة دونا عن كل أغانيه وقصايده ودواوينه عشان يشنف آذاننا بيها، طيب ما احنا عارفينها وحافظينها من ييجى سبع سنين، حتى بالأمارة كان خالد الغندور وهانى سلامة بيطلعوا فى الكليب بتاعها على انهم المصري يعنى.
بعد النص الأول اللى حتلاقوا الجرايد مش متكلمة غير عنه، بدأ النص التانى، واللى كان عبارة عن مناداة اسم كل واحد فى الدفعة عشان يتسلم شهادته ويسلم ع الدكاترة اللى كانوا بينجحوه من غير ما يعرف ازاى او يسقطوه من غير ما يعرف ازاى برضه، وده وفقاً لترتيب الأقسام أولاً (صحافة، إذاعة، علاقات)، ووفقاً لترتيب المجموع ثانياً، فى الوقت ده كنا كلنا واقفين منتظرين صحابنا من صحافة يطلعوا عشان نصقفلهم ونهيصلهم، وانضملنا هنا أحمد الكاس وفراس اصحابنا اللى شرفونا بجد اليوم ده، وطبعاً عمى وعم عيالى إياد صالح اللى فرحت لما شفته بجد، المهم، طلعنا كلنا واحد ورا التانى فى قسم صحافة وفق الترتيب، وكانت طلعات عادية بصراحة لحد ما جه عمرو نجيب (زقزوق) وطلع، بمجرد طلوعه ألقى بقبلة سريعة نحو جماهيره المتعطشة، تقولشى الواد جاب جون فى نهائى أفريقيا مثلاً، بس كانت حركة ملعوبة وحلوة بصراحة، وعدى كام حد وجه الدور عليا، وقبل ما اطلع بشوية محمد فتحى قاللى خد الشابوه البسه (الشابوه ده البتاع المربع اللى عامل زى الطاجن الفاضى كده) لسه حاقوله لأ انا مش عايزه، لقيت حاتم قام واخده منه ومديهونى وأحمد عبد الجواد قام واخده منى وملبسهولى فى دماغى، انا فعلاً ماكنتش عايز البسه، وكمان حاسس انه ضيق على دماغى وحيتزحلق وانا فوق ع المنصة، كنت لسه حاتلفت ارجعه لمحمد فتحى لقيتهم ندهوا اسمى، وانا طالع ع السلم خطر فى بالى فكرة عشان اتخلص من احراج الشابوه ده، كانت انى مجرد ما اطلع على المنصة اقلع الشابوه وانحنى للجمهور ولا كأنى واخد الأوسكار، وقد كان وبالتالى اترفع الحرج والحمد لله.
بعد صحافة وإذاعة اللى ماحصلش فيهم حاجة مميزة تقريباً، بدأت مناداة أسامى خريجى علاقات عامة، وطبعاً عدت عادى لقرب الآخر لما طلع إيهاب التهامى عشان يستلم شهادته، صباح التناكة يا جدع، طالع بيضحك ولا هامه حاجة، ويسلم ع اللى يعجبه م الدكاترة وينفض للى مايعجبوش، غير طبعاً لفتته لينا بقى وهو بيلوح بيده كأنه فيديل كاسترو مثلاً.
انفضت الحفلة واحنا بنضحك، وعشان يكمل الانبساط طلعت علبة السيجار من جيبى، السيجار بقى طقس احتفالى عندنا خلاص، وولعت انا وايهاب واياد وفراس وعمرو (اللى ماقدرش يكمله كالمعتاد واداه لخالد يكمله)، خلصنا نص السيجار تقريباً.. وبعدين نزل معظمنا على وسط البلد.. أكلنا وقعدنا على قهوة إياد وادهالنا وقالنا انها بتعمل سوبيا (وطلعت فعلاً بتعمل سوبيا)، وبعد كده رجع كل واحد على بيته...
لما رجعت جبت اللاب توب، وخدته ع السرير وقعدت اكتب الكلام اللى قريتوه ده، باحاول استمتع بذكرى جميلة عدت عليا النهاردة، وانضافت لذكريات تانية حلوة، وأخيراً نهيت متعة استرجاع الاستمتاع مع آخر أنفاس السيجار باللسعة الممتعة اللى بيسيبها ع اللسان.

أحمد بدوى