Wednesday, March 19, 2008

الفرسان الثلاثة

1
طاهر رجل ملتحى ومتدين ولا تفارق المسبحة يده، يعتبره الناس بركة منطقتهم، يعمل بالتجارة ولكنه مديون لعدد من الأشخاص ابتداءً من أصحاب الأعمال الكبار وانتهاء بالبقال والفران، وينتمى طاهر لجمعية تسعى لنشر الأخلاق يرأسها رجل يدعى فاضل الحنبلى، وباعتباره رئيس الجمعية فبالتأكيد المسبحة ستكون أطول كثيراً من التي يملكها طاهر.

2
يزور طاهر في محل عمله رجل يبلغه بوفاة خالته، فنجد طاهر غير متأثر على الإطلاق وحتى عندما يطلب منه الرجل أن يقرأ الفاتحة على روحها يرفض، والسبب أن خالته كانت تعمل كراقصة وصاحبة كباريه، ولكن عندما يخبر الرجل طاهر بأنها تركت له ميراثاً ضخماً يترحم عليها ويقرأ لها الفاتحة. هنا يكتشف أن الميراث نصفه أموال أما النصف الثانى فهو الكباريه الذي اشترطت "المرحومة" أن يديره طاهر بنفسه إلى جانب الرجل الذي جاءه في محل عمله الذي هو آخر أزواجها.

3
في منزل طاهر نجد أن لديه زوجة كبيرة السن مثله فقدت ملامح الجمال، كما أن لديه ابنة في عمر الشباب هي هدى التي تحب ابن عمها نبيل الذي يسكن معهم في نفس المنزل، ولكن طاهر يرفض هذا الوضع لأن ابن اخيه نبيل شاب منحل أخلاقياً ويتردد على الكباريهات المختلفة ويدمن الخمر، ولذلك فهو يفضل أن يزوج ابنته للسيد فاضل الحنبلى بالرغم من أنه يكبر ابنته بكثير.

4
يعود زوج خالة طاهر له ويقنعه أن يأتي للكباريه متنكراً في ملابس مهرج لكى لا يعرفه أحد، وبالفعل يوافق على ذلك وخاصة أن الليلة سيقيم فيها الكباريه حفلاً تنكرياً، وعند ذهابه يقابل مجموعة من الراقصات على رأسهن "عواطف كونتاكت" التي يستخدمها زوج خالته لإغواءه. وفى الليلة التي يذهب فيها يجد هناك ابن أخيه، كما يجد السيد فاضل الحنبلى الذي يدعى أمامه أنه جاء لكى يرصد المفاسد الأخلاقية في المكان، ولكنه في واقع الأمر جاء راغباً في تحقيق سهرة حمراء مع احدى الراقصات، والوحيد الذي يكتشف ذلك هو نبيل ابن أخ طاهر، والذى يدبر له مقلباً ويجبره لاحقاً على التخلى عن فكرة الزواج بابنة طاهر التي يحبها.

5
يعترض طاهر على أسلوب إدارة الكباريه ويقرر في الليلة التالية تغيير نظامه، فيستبدل الخمور بمشروبات مثل العرق سوس والخروب، ويجبر الراقصات على ارتداء النقاب والرقص به على كلمات أغنية تمجد الأخلاق وتنتهى بترديدهن كلمة "الله" كما يفعل رواد حلقات الذكر. بالطبع يعترض زوج خالته على الأمر ويستعين بعواطف كونتاكت لكى تغويه وتثيره، فيبدأ في شرب الخمر حتى ادمانه ويعيد الكباريه لسابق حاله، ويهدر جميع ما ورثه على الخمر والنساء.

6
ابن أخ طاهر (نبيل) يتضايق من الحال الذي وصل له عمه، ويستعين أيضاً بعواطف كونتاكت لكى تقنعه بالعودة لأسرته عن طريق حيلة طريفة بحيث يغازل عواطف وهى تعطيه ظهرها ولكن عندما يرى وجهها يكتشف أنها زوجته التي تضربه حتى يفيق لذاته.

7
في النهاية يجلس طاهر في فراشه متأثراً بالضربات التي كالتها زوجته له، ويزوره بعض سكان الحارة لكى يطمئنوا عليه ويؤكدوا أنهم لم يصدقوا ما أشيع عنه من جريه وراء الراقصات، وبعد انصرافهم يلقى ابن أخيه (نبيل) بحكمة الفيلم التي تقول أن سكان الحارة هؤلاء هم المثال الحقيقي على الاعتدال، وأن طاهر كان متطرفاً في تفكيره، وأنه يجب ألا نتطرف في أى شئ، وألا ننخدع في أصحاب المظاهر الذين يطلقون اللحى ويمسكون المسابح.

النهاية

ما هو مكتوب بأعلى هو نقل لتتابعات أحداث فيلم "الفرسان التلاتة" الذي أنتج عام 1962، وكتبه أبو السعود الابيارى وأخرجه فطين عبد الوهاب، أما أدوار البطولة فكانت:
هدى/رجاء الجداوى
نبيل/محمود عزمى
عواطف كونتاكت/نعمت مختار
زوج الخالة/محمود المليجى
فاضل الحنبلى/عبد السلام النابلسى
طاهر/اسماعيل يس

الفيلم بالنسبة لى كان مدهشاً على عدة مستويات، ولم يكن من ضمنها المستوى الفنى الذي صدمت عندما عرفت أن فطين عبد الوهاب هو من كان ورائه، ولكنه كان مدهشاً على مستويات أخرى سياسية واجتماعية ودينية، وشاهدته بالأمس مصادفة على إحدى القنوات الفضائية. لن أعلق على الفيلم بأكثر من ذلك وسأترك لكم التعليق.

أحمد بدوى
---------------------------------------------------------------------------------------------------------

ع الهامش: قريت في عامود الأستاذ خيرى رمضان اللى بيكتبه في المصري اليوم مقالة ممتعة قوى بعد ماتش الأهلى والزمالك، مع الأسف مش فاكر تاريخها، بس المهم ان المقالة كانت كلها مديح لنادى الزمالك وللمدير الفنى بتاعه بعد فوزه المستحق والساحق على الأهلى، وكان فيها كلام زى أمير أثبت انه حارس غير جيد وجوزيه تغييراته غير موفقة وغياب ابو تريكة أثر ع الفريق... إلخ، انا شخصياً اتخضيت في الأول لأنى كنت عارف ان الماتش خلص للأهلى اتنين صفر، بس في آخر المقالة لقيته كاتب ان ده هو اللى كان حيتكتب في حالة فوز الزمالك ع الأهلى، وان هو ده حال الصحافة الرياضية في مصر، وفعلاً كلامه صح بس مش على الصحافة الرياضية بس، انما على الصحافة عموماً، أعتقد اننا يمكن نكون البلد الوحيدة اللى الصحفي فيها ممكن يكتب عن الكورة وهو مايعرفش الخطط بتاعتها، وممكن يكتب في السينما وهو مايعرفش صفحة السيناريو شكلها عامل ازاى، وممكن يكتب عن السياسة وهو عمره ما قرا الدستور المصرى، وده لأن الصحافة عند معظم الصحفيين سبوبة، لكن عمرها ما كانت مشروع بجد له أسباب وأهداف عند معظمهم.

أحمد بدوى