خبر انتشر مؤخراً عن اتجاه المخرج والسيناريست الأمريكي أوليفر ستون لتحقيق فيلم تسجيلي عن الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدى نجاد، ومتابعات الخبر تقول أن ستون تقدم بطلب إلى الحكومة الإيرانية لدعم هذا الفيلم، ولكن جاءه الرد بالرفض الغير رسمي على لسان بعض المسئولين، حيث قال "مهدى كالهور" المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني أنه بالرغم من انتماء ستون للمعارضة الأمريكية ومواقفه ضد الإدارة الحالية تحديداً إلا أن المعارضة الأمريكية هي جزء من الشيطان الأكبر، هذا التصريح والذى يبدو الأقوى بحكم موقع صاحبه مع غيره من التصريحات لعدد من المسئولين الإيرانيين يفضح النظرة الجاهلة لأبناء الثورة الإسلامية تجاه السينما الأمريكية، فالسينما الأمريكية هي لدى الإسلاميين دائماً منبر لمهاجمة الإسلام وتمجيد الأمريكي المسيحي، وذلك في إطار النظرة المريضة للمجتمع الأمريكي ككل على أنه جيش إحدى الحملات الصليبية، ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الصواب، فمبدئياً إذا كان من حقنا (كمسلمين) أن نصف الأمريكيين بالخنازير فمن حقهم أن يصفونا بما شاءوا ولا نملك لهم لوماً، أما النظرة المغرضة للسينما الأمريكية فهناك العديد من السينمائيين الأمريكيين يصرون على هدم قدسية الحلم الأمريكي، بل ويهاجمون المجتمع الأمريكي في أقوى نقاطه، ومنهم أوليفر ستون الذي يمكن لمس ذلك في العديد من الأفلام التي كتبها أو أخرجها مثل
Scarface, JFK, Natural Born Killers, Any Given Sunday, Platoon
وغيرها الكثير، وهو عند مهاجمته للمجتمع الأمريكي ليس بخائن لوطنه طبعاً، وإنما هو يسعى لجعل السينما أداة لنقد مجتمعه كما يرى هو، فلماذا إذن الإصرار الغير رسمي حتى الآن من الإيرانيين على عد منح المخرج الفرصة لتحقيق فيلم عن نجاد؟
على أية حال فإن اللغة الإيرانية في الرد والتعليق على هذه القضية لا تختلف عن اللغة التي يطرح الإسلاميون المصريون رأيهم في هذه السينما بها، وهذا يذكرني بالعديد من العبارات التي سمعتها من أفواه بعضهم، مثل الإصرار الأحمق على أن السينما الأمريكية تناصر اليهود مناصرة مطلقة وهذا يعنى بالضرورة مساندتهم لإسرائيل، لن أخوض في فكرة أن هناك فرق بين اليهودي والإسرائيلي، ولكن سأشير إلى أن السينما (ووفقاً للمفهوم المحافظ الذي يستعيره الإسلاميون) مرآة للمجتمع، وأنا أتفق مع هذا المفهوم، ولذا فإذا كان المجتمع يحتوى عدد غير قليل من اليهود أفلا يجوز هنا إنتاج أفلام عنهم، ويلعبون هم بطولتها؟، أليست المافيا اليهودية المالية التي تزامن ظهورها مع ظهور عصابات المافيا الإيطالية والأيرلندية ساهمت بقدر غير قليل في إنشاء المجتمع الأمريكي المعاصر؟، ولنفترض حتى أن الأمر مسيساً لا شبهة فيه لتقديم عمل فنى وحسب، فلماذا لم يتوجه أحد أصحاب الكروش في ما يسمى بالعالم الإسلامي لإنتاج فيلم مشابه؟ وحتى المحاولة الوحيدة (الرديئة) المتمثلة في فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد منعت من عندنا ولم نتمكن من تقييمها وقتها كما لم تعط أملا لأحد في السير على نفس خطى العقاد.
هناك أيضاً القراءات الخاطئة عن عمد للأفلام الأمريكية، ففيلم "سوبرمان" يُقرأ دائماً على أنه نموذج للبطل الأمريكي، بل وتحول مع الوقت في صحفنا إلى رمز للولايات المتحدة، مع أن القراءة الصحيحة للفيلم تقول بأنه استلهام شخصية المخلص الذي يتصف بالكمال الإنساني، والمستمدة من الكتاب المقدس، وهو ما نجده في شخصيات أخرى خارقة مثل باتمان أو جوست رايدر..إلخ، وبعيداً عن الأفلام المتميزة فنياً هناك أفلام تكون القراءة الخاطئة صحيحة إلى حد ما معها، مثل الأفلام التي يسعى بطلها الأمريكي لانقاذ العالم من كارثة محققة، كما في أفلام هارميجدون وسبيس كاوبويز...إلخ، فهي أفلام تقول أن هذه الكوارث سوف تختفي على يد إنسان عادى هو مواطن أمريكي، وقبل أن يتحمس إخواننا لإثبات صحة وجهة نظرهم، سنذكرهم فقط بأن نور الشريف ومصطفى متولي أنقذا العالم من كارثة نووية في فيلم عيش الغراب.
باختصار السينما الأمريكية سينما متنوعة للغاية، عندما تقدم أفلاماً تبدو وكأنها تجسيد لصورة البطل الأمريكي، تقدم على الجانب الآخر أفلاماً تهدم هذه الصورة كما نرى في أفلام مارتن سكورسيزى وفرانسيس فورد كوبولا ووودى آلان، وأوليفر ستون الذي رفضت الحكومة الإيرانية بشكل غير رسمي بعد تحقيقه فيلم تسجيلي عن حياة أحمدى نجاد.
أحمد بدوى
Scarface, JFK, Natural Born Killers, Any Given Sunday, Platoon
وغيرها الكثير، وهو عند مهاجمته للمجتمع الأمريكي ليس بخائن لوطنه طبعاً، وإنما هو يسعى لجعل السينما أداة لنقد مجتمعه كما يرى هو، فلماذا إذن الإصرار الغير رسمي حتى الآن من الإيرانيين على عد منح المخرج الفرصة لتحقيق فيلم عن نجاد؟
على أية حال فإن اللغة الإيرانية في الرد والتعليق على هذه القضية لا تختلف عن اللغة التي يطرح الإسلاميون المصريون رأيهم في هذه السينما بها، وهذا يذكرني بالعديد من العبارات التي سمعتها من أفواه بعضهم، مثل الإصرار الأحمق على أن السينما الأمريكية تناصر اليهود مناصرة مطلقة وهذا يعنى بالضرورة مساندتهم لإسرائيل، لن أخوض في فكرة أن هناك فرق بين اليهودي والإسرائيلي، ولكن سأشير إلى أن السينما (ووفقاً للمفهوم المحافظ الذي يستعيره الإسلاميون) مرآة للمجتمع، وأنا أتفق مع هذا المفهوم، ولذا فإذا كان المجتمع يحتوى عدد غير قليل من اليهود أفلا يجوز هنا إنتاج أفلام عنهم، ويلعبون هم بطولتها؟، أليست المافيا اليهودية المالية التي تزامن ظهورها مع ظهور عصابات المافيا الإيطالية والأيرلندية ساهمت بقدر غير قليل في إنشاء المجتمع الأمريكي المعاصر؟، ولنفترض حتى أن الأمر مسيساً لا شبهة فيه لتقديم عمل فنى وحسب، فلماذا لم يتوجه أحد أصحاب الكروش في ما يسمى بالعالم الإسلامي لإنتاج فيلم مشابه؟ وحتى المحاولة الوحيدة (الرديئة) المتمثلة في فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد منعت من عندنا ولم نتمكن من تقييمها وقتها كما لم تعط أملا لأحد في السير على نفس خطى العقاد.
هناك أيضاً القراءات الخاطئة عن عمد للأفلام الأمريكية، ففيلم "سوبرمان" يُقرأ دائماً على أنه نموذج للبطل الأمريكي، بل وتحول مع الوقت في صحفنا إلى رمز للولايات المتحدة، مع أن القراءة الصحيحة للفيلم تقول بأنه استلهام شخصية المخلص الذي يتصف بالكمال الإنساني، والمستمدة من الكتاب المقدس، وهو ما نجده في شخصيات أخرى خارقة مثل باتمان أو جوست رايدر..إلخ، وبعيداً عن الأفلام المتميزة فنياً هناك أفلام تكون القراءة الخاطئة صحيحة إلى حد ما معها، مثل الأفلام التي يسعى بطلها الأمريكي لانقاذ العالم من كارثة محققة، كما في أفلام هارميجدون وسبيس كاوبويز...إلخ، فهي أفلام تقول أن هذه الكوارث سوف تختفي على يد إنسان عادى هو مواطن أمريكي، وقبل أن يتحمس إخواننا لإثبات صحة وجهة نظرهم، سنذكرهم فقط بأن نور الشريف ومصطفى متولي أنقذا العالم من كارثة نووية في فيلم عيش الغراب.
باختصار السينما الأمريكية سينما متنوعة للغاية، عندما تقدم أفلاماً تبدو وكأنها تجسيد لصورة البطل الأمريكي، تقدم على الجانب الآخر أفلاماً تهدم هذه الصورة كما نرى في أفلام مارتن سكورسيزى وفرانسيس فورد كوبولا ووودى آلان، وأوليفر ستون الذي رفضت الحكومة الإيرانية بشكل غير رسمي بعد تحقيقه فيلم تسجيلي عن حياة أحمدى نجاد.
أحمد بدوى
8 comments:
على فكرة أنا إسلامي بردو، وانت عارف آرائي
لا يجوز التعميم.... وعموما السلطات الإيرانية موقفها سلبي من السينما بشكل عام، كنا عملنا في مشروع تخرجنا سبوت لايت على فيلم اسمه "أوفسايد" واتمنع لأسباب تنرفز
متخليش انت كمان هجومك حاد على الإيرانيين
عارف يا احمد ايران ترفض السينما وترفض فيلم عن رئيسها وكل الكلام ده .. مش غريب ومش مدهش
المدهش والغريب بجد لما مخرج امريكي زي اوليفر ستون يستأذن او يطلب الدعم.. من امتى السينما الامريكية بتستأذن؟؟
مستأذنتش في دافنشي كود رغم كم الاعتراضات ومستأذنتش في الام المسيح برضه.
السؤال بقى الجامد اوى.. عدم الدعم او الرفض من قبل ايران للفيلم هل ده هيأثر اصلا في ان الفيلم ميتعملش؟
احقاقا للعدل الكلام ده مش على لساني.. ده تعليق الناقدة ماجدة خيرالله وانا كنت بسالها على حاجة تانية خالص فجت السيرة فقالتلي ده.. والكلام عجبني جدا جدا
عمرو:
انا عارف انك اسلامى، لكن زى ما قلت التعميم لايجوز
مى:
الدعم ماكنش اكيد المقصود بيه الدعم المادى يا افندم، لكن دعم بالمعلومات وممكن بمقابلة المصدر الأساسى ليها نفسه وبالذات انه على قيد الحياة مش متوفى، ثم ان اصلا الأفلام التسجيلية دايماً منخفضة التكلفة عن الأفلام الروائية، وزى ما قلت لعمرو التعميم لا يجوز، مفيش حاجة اسمها السينما الأمريكية على اطلاقها كده.
انا فاهمة انه دعم معلوماتي مش مادي.. والفكرة كمان ان لو عايز معلومات حاليا في العصر الحالي فمن السهل جدا تحصل عليها ولا سيما عن شخص لسه عايش والكلام عليه كتير
محمد قرنة بيقولى ان اوليفر ستون ميقدرش يعمل الفيلم طالما المصدر غير الرسمي ده موافقش لانه من الصعب يعمل فيلم عن واحد عايش بدون موافقته
ايه رايك يا احمد؟
وزقزوق بيقولك أمادو صح :P
مافهمش فى مسائل القانون، لكن المنطقى عموماً ان اوليفر ستون غالبا مش حيعمل الفيلم.
اعتقد أن الحصول علي الموافقة أمر ضروري لان الفيلم هيكون مصداقيته أعلي عندما يظهر فيه الشخصية المحورية للفيلم طالاما مازال علي قيد الحياة وأيضا المقربين منه وهذا لن يحدث بدون الحصول علي موافقة رسمية
أما اذا اعتمدواعلي رأي المعارضين سواء داخل البلد أو المطرودين كمعلومات عن الرئيس الايراني أو حتي آراء المفكرين الأمريكان لتحليل شخصية احمدى نجاد فيكون الفيلم متبنى وجهة نظر واجة ولن يكون موضوعى
شاب مصرى
متشكر على مرورك الكريم، ومتفق مع وجهة نظرك.
Post a Comment