Monday, July 30, 2007

تعالوا نهدم شوية مقدسات

علشان ماحدش يتخض هي من الأول مش مقدسات دينية، الكلام هنا على مقدسات سينمائية، عبارة عن أصنام بنحطها لنفسنا ونعبدها في حين أنها قيمتها ماتتعداش الحجارة او الفيلم الخام اللى اتعملت منه، طيب ليه انا باقول تعالوا نهدمها؟، لأن ببساطة ده فرض عين على كل واحد بيحب السينما، السينما اللى هي بطبعها أداة لهدم كل قديم وتشييد كل جديد صعب قوى ان يبقى فيها مقدسات الناس تزعل لو حد يفكر يمسها، انا هنا مش عايز امسها وبس، انا عايز اطربقها، يمكن لما تتطربق نفوق شوية.


كلينت إيستوود أكيد مخرج ممتاز، وكمان انا شخصياً باحب افلامه اللى مثلها وبالذات أفلام الويسترن، لكن باتغاظ بشدة لما حد ييجى يقوللى انه ممثل عبقرى، ازاى يعنى؟، الممثل العبقرى هو اللى يقدر ينوع في أدواره، الراجل ده ماعملش غير دور واحد في حياته، راجل صايع
مابيعترفش بأى قانون وبياخد حقه بدراعه، كان لعب أي أدوار تانية؟

بلاش فكرة ان فلان مادام مخرج كبير يبقى لازم كل أفلامه تطلع افلام عظيمة، سكورسيزى عك في شوية أفلام في التمانينات، وكوبولا ماعملش غير الأب الروحى والمحادثة ونهاية العالم الآن، ومالوش فورمان كذلك، ومايكل مان....إلخ، وبنفس المنطق ممكن برضه نقول ان المخرجين الكبار يوسف شاهين ومحمد خان وعاطف الطيب ورأفت الميهى وفطين عبد الوهاب ليهم بلاوى منيلة، واللى مش مصدق يشوف سكوت حنصور ومستر كاراتيه والبدرون وعشان ربنا يحبك وطاهرة.

ماحدش يقنعنى ان فيلم أيام السادات فيلم بيمجد فيه، ده فيلم كوميدى، كفاية لما بيقول "جرى ايه يا عمر" أو لما جيهان تسأله يعنى إلغاء الدعم يا أنور؟" فيرد "إلغاء الدعم يا جيهان يعنى..."، ماقدرش أقول طبعا انا شايفه كوميدى ليه بالظبط، هل لأن صناعه كانوا واخدين قرار يتريقوا ع الراجل، ولا لأنه هو كاراكتر مسخرة أصلاً، ماعرفش بصراحة.

من مساخر النقاد الكبار لما واحد منهم ييجى يقول على فيلم زى فيلم ويجا مثلا انه فيلم عظيم لأنه بيتكلم عن كذا وكذا وكذا، بغض النظر عن ان أفلام خالد يوسف كلها أفلام درجة عاشرة في رأيي وفى رأى كتير زيي من اللى بيدعوا الفهم في السينما، إلا ان الناقد من حقه انه يقول انها عظيمة بس يدينى مبرر واحد فنى مش يقعد يحكيلى حدوتة الفيلم وبعدين يقول انه بيخدم قضية مهمة واحنا بيهمنا الفكرة، هو انت كاتب نقد فنى ولا نقد اجتماعى ان شاء الله.

الحاجة الوحيدة اللى بتضحكنى اكتر من فيلم اللمبى واللى بالى بالك الكلام اللى طلع من شوية ناس محسوبين على السينمائيين غلط وقالوا انه عنوان للسخافة والابتذال وانعدام ذوق الجمهور...ماشى يا عم الله يكرمكم، انا ماعنديش ذوق.

مين اللى قال ان السينما زمان كانت نضيفة وبعيدة عن الابتذال؟ اللى بيقول كده يروح يتفرج على فيلم اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، ويركز شوية في الحوار، وبالذات في مشاهد زى المشهد اللى صاحب دكان الفطاطرى بيطرده فيه من الشغل فاسماعيل ياسين بيقوله "الدنيا زى الخيارة يوم في ايدك ويوم في ...ايدى" أو المشهد بتاع المحشى اللى بيدور في شقة طعمة/هند رستم، وده قبل ما تقلع وتكمل المشهد بالاندر وير اللى انا شاكك انه كان شفاف تماماً.


مش كل نجم ممثل كويس، في نجوم على قدهم في التمثيل بس لما بيجيلهم مخرج كويس بيعرف يشغلهم، انما في نجوم مالهومش في التمثيل أصلا ومع ذلك بقى نجوم، يمكن عشان الوسامة أو الجمال، طيب ده حنصدقه على حسين فهمى وإلهام شاهين، انما ازاى ممكن نصدقه على فاروق الفيشاوى ونادية الجندى مثلاً؟

السينما الأمريكية هي الأقوى، ده أمر مفيش اتنين يختلفوا عليها، لكن الأفضل، خلينا نقول ان روائع السينما العالمية معظمها أمريكى، لكن ده ماينفيش وجود أفلام غير أمريكية افضل بكتير، يعنى الساموراى السبعة اليابانى ولا العظماء السبعة؟، مدينة الرب البرازيلى ولا الماسة الدامية؟ اسكندرية ليه المصرى ولا قايمة شاندلر؟ ده مثلا بس.

السينما المستقلة في مصر مش لأنها حاجة مختلفة لازم نصقفلها ونشجعها عمال على بطال، اليلة دى محسوب عليها ناس ولا ليهم في السينما، وممكن يظلموا الناس الكويسة فعلاً، مع العلم ان الكويس دايماً أقل من الوحش.

لما نجم زى روبرت دى نيرو يعمل أفلام هبلة في الفترة الأخيرة من حياته، دى حاجة عادية، أكل العيش بيذل زى ما هو معروف حتى صاحبه آل باتشينو نزله مؤخرا فيلم ردئ اسمه 88 دقيقة، انما ده مش مبرر لأنى اقول (بالرغم انى شخصيا مابعشقش تمثيل اى حد في الدنيا غير الاتنين دول ومعاهم أحمد زكى) ان أي حاجة حيعملها تبقى قمة في الأداء التمثيلى، الكلام ده ما ينفعش خالص على أفلام كان هو نفسه أدائه فيها زبالة زى
Godsend, 15 minutes, showtime, Hide & Seek & Midnight Run


---------------------------------------------------------------------------



ع الهامش: النهاردة كنت قاعد ع البورصة مع ايهاب وأحمد الضبع صحابى، وسألنا مين هي رمز الأنوثة من المشهورات في وجهة نظر كل واحد مننا، الضبع (اللى هو صعيدى) قال كاترين زيتا جونز، اللى خلانى استغرب ان فراس أو عمرو النحراوى كان من كام يوم سأل نفس السؤال وجاوب نفس الاجابة، ومن كام شهر زوزة أو محمد قرنة برضه سأل نفس السؤال وجاوب نفس الاجابة، هي أي نعم مزة آه، بس هو انا الوحيد اللى شايف انها مزة باردة ولا ايه؟

أحمد بدوى

Tuesday, July 10, 2007

السينما الأمريكية فى عيونهم




خبر انتشر مؤخراً عن اتجاه المخرج والسيناريست الأمريكي أوليفر ستون لتحقيق فيلم تسجيلي عن الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدى نجاد، ومتابعات الخبر تقول أن ستون تقدم بطلب إلى الحكومة الإيرانية لدعم هذا الفيلم، ولكن جاءه الرد بالرفض الغير رسمي على لسان بعض المسئولين، حيث قال "مهدى كالهور" المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني أنه بالرغم من انتماء ستون للمعارضة الأمريكية ومواقفه ضد الإدارة الحالية تحديداً إلا أن المعارضة الأمريكية هي جزء من الشيطان الأكبر، هذا التصريح والذى يبدو الأقوى بحكم موقع صاحبه مع غيره من التصريحات لعدد من المسئولين الإيرانيين يفضح النظرة الجاهلة لأبناء الثورة الإسلامية تجاه السينما الأمريكية، فالسينما الأمريكية هي لدى الإسلاميين دائماً منبر لمهاجمة الإسلام وتمجيد الأمريكي المسيحي، وذلك في إطار النظرة المريضة للمجتمع الأمريكي ككل على أنه جيش إحدى الحملات الصليبية، ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الصواب، فمبدئياً إذا كان من حقنا (كمسلمين) أن نصف الأمريكيين بالخنازير فمن حقهم أن يصفونا بما شاءوا ولا نملك لهم لوماً، أما النظرة المغرضة للسينما الأمريكية فهناك العديد من السينمائيين الأمريكيين يصرون على هدم قدسية الحلم الأمريكي، بل ويهاجمون المجتمع الأمريكي في أقوى نقاطه، ومنهم أوليفر ستون الذي يمكن لمس ذلك في العديد من الأفلام التي كتبها أو أخرجها مثل
Scarface, JFK, Natural Born Killers, Any Given Sunday, Platoon
وغيرها الكثير، وهو عند مهاجمته للمجتمع الأمريكي ليس بخائن لوطنه طبعاً، وإنما هو يسعى لجعل السينما أداة لنقد مجتمعه كما يرى هو، فلماذا إذن الإصرار الغير رسمي حتى الآن من الإيرانيين على عد منح المخرج الفرصة لتحقيق فيلم عن نجاد؟
على أية حال فإن اللغة الإيرانية في الرد والتعليق على هذه القضية لا تختلف عن اللغة التي يطرح الإسلاميون المصريون رأيهم في هذه السينما بها، وهذا يذكرني بالعديد من العبارات التي سمعتها من أفواه بعضهم، مثل الإصرار الأحمق على أن السينما الأمريكية تناصر اليهود مناصرة مطلقة وهذا يعنى بالضرورة مساندتهم لإسرائيل، لن أخوض في فكرة أن هناك فرق بين اليهودي والإسرائيلي، ولكن سأشير إلى أن السينما (ووفقاً للمفهوم المحافظ الذي يستعيره الإسلاميون) مرآة للمجتمع، وأنا أتفق مع هذا المفهوم، ولذا فإذا كان المجتمع يحتوى عدد غير قليل من اليهود أفلا يجوز هنا إنتاج أفلام عنهم، ويلعبون هم بطولتها؟، أليست المافيا اليهودية المالية التي تزامن ظهورها مع ظهور عصابات المافيا الإيطالية والأيرلندية ساهمت بقدر غير قليل في إنشاء المجتمع الأمريكي المعاصر؟، ولنفترض حتى أن الأمر مسيساً لا شبهة فيه لتقديم عمل فنى وحسب، فلماذا لم يتوجه أحد أصحاب الكروش في ما يسمى بالعالم الإسلامي لإنتاج فيلم مشابه؟ وحتى المحاولة الوحيدة (الرديئة) المتمثلة في فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد منعت من عندنا ولم نتمكن من تقييمها وقتها كما لم تعط أملا لأحد في السير على نفس خطى العقاد.
هناك أيضاً القراءات الخاطئة عن عمد للأفلام الأمريكية، ففيلم "سوبرمان" يُقرأ دائماً على أنه نموذج للبطل الأمريكي، بل وتحول مع الوقت في صحفنا إلى رمز للولايات المتحدة، مع أن القراءة الصحيحة للفيلم تقول بأنه استلهام شخصية المخلص الذي يتصف بالكمال الإنساني، والمستمدة من الكتاب المقدس، وهو ما نجده في شخصيات أخرى خارقة مثل باتمان أو جوست رايدر..إلخ، وبعيداً عن الأفلام المتميزة فنياً هناك أفلام تكون القراءة الخاطئة صحيحة إلى حد ما معها، مثل الأفلام التي يسعى بطلها الأمريكي لانقاذ العالم من كارثة محققة، كما في أفلام هارميجدون وسبيس كاوبويز...إلخ، فهي أفلام تقول أن هذه الكوارث سوف تختفي على يد إنسان عادى هو مواطن أمريكي، وقبل أن يتحمس إخواننا لإثبات صحة وجهة نظرهم، سنذكرهم فقط بأن نور الشريف ومصطفى متولي أنقذا العالم من كارثة نووية في فيلم عيش الغراب.
باختصار السينما الأمريكية سينما متنوعة للغاية، عندما تقدم أفلاماً تبدو وكأنها تجسيد لصورة البطل الأمريكي، تقدم على الجانب الآخر أفلاماً تهدم هذه الصورة كما نرى في أفلام مارتن سكورسيزى وفرانسيس فورد كوبولا ووودى آلان، وأوليفر ستون الذي رفضت الحكومة الإيرانية بشكل غير رسمي بعد تحقيقه فيلم تسجيلي عن حياة أحمدى نجاد.

أحمد بدوى

Thursday, July 05, 2007

وعلاش الراى؟



من ساعة ماكنت في تالتة ثانوى لحد النهاردة كل ما حد كان بيسألنى اشمعنى موسيقى الراى هي اللى بتحب تسمعها كنت دايما مش باجاوب أو باقول اجابة مختصرة "ماعرفش اشمعنى" "جت كده"، انا ماكنتش بابقى عايز اخبى الاجابة لأنها مش سر يعنى، لكن الحكاية طويلة وكنت باخاف دايما ان حد مايصدقنيش وانا باحكيها أو يزهق من الحكاية بحكم طولها وعدم أهميتها بالنسبة له، لكن المرة دى قلت احكى الحكاية عملاً بمبدأ انى حر في اللى اكتبه ع البلوج،وكمان اللى حيزهق مش حيكمل قراية عموماً، بس اهوه نوع من التوثيق عشان الحكاية تتعرف:

البداية 1992
ايوه كان عندى وقتها ست سنين بس، كان بدرى اكيد انى اقدر اتذوق موسيقى اياً كانت، بس في السنة دى كانت بداية معرفة العالم بموسيقى الراى على مستوى واسع بسبب أغنية دى دى اللى غناها الشاب خالد، الأغنية انتشرت جداً زى ما هو معروف، وماكنش في فيلم ولا مسلسل ولا اعلان في مصر وقتها إلا وجاب سيرتها بشكل أو بآخر، غالباً كانت السيرة بتيجى مصحوبة بتريقة، كعادة أهل الدول المتخلفة، اى جديد بيستقبلوه بسخرية، لدرجة ان طلعت اغانى تريقة على الأغنية بنفس لحنها كنا بنغنيها واحنا عيال في المدرسة، وكنت باغنيها انا كمان، بس لسبب تانى خالص، الأغنية كانت عاجبانى فعلاً، وعجبنى أكتر الراجل اللى كان بيغنيها ده، حد مش جميل خالص لكن في الكليب بتاع الأغنية كان مطلع كمية بهجة غير طبيعية، كمان كان أول راجل اشوفه لابس حلق، ولما سألت والدى الله يرحمه عن سبب كده قاللى ان دى عاداتهم هناك، لكن احنا ماينفعش نعمل كده، بعيداً عن اى حاجة من الكلام ده انا عشقت الأغنية وعشقت اللى بيغنيها لدرجة انى في لعبى كنت دايما باتخيله واحد من الشخصيات اللى باقابلها واتكلم معاها، وهنا لازم اقول للى مايعرفش انى وحيد وعشان كده كان لعبى وانا صغير انى اتخيل ناس قاعدين معايا واكلمهم، وماكنتش باتخيل حد حقيقى، خالد كان أول حد حقيقى اتخيله.

Aicha 1996
كنت قاعد مع بابا بنتفرج على ماتش اوروبى في القناة التانية، يمكن في بطولة اليورو أو بطولة الأندية الأبطال، مش فاكر، المهم، في الاستراحة بتاعة الماتش حد اتصل ببابا وقعد يتكلم معاه ع الماتش، فانا وطيت صوت التليفزيون، واثناء الاستراحة كانوا بيجيبوا أغانى أجنبى، وفجأة جابوا جزء من حفلة، لقيت الناس بتتمايل بهدوء قوى، وبعدين دخل ع الستيدج حد انا عارفه كويس، كان خالد، سمعت بابا بيقول للى بيكلمه "لأ مش فاكر اسمه انا كمان"، فاتلفت لبابا بسرعة وقلتله ده الشاب خالد اللى كان بيغنى دى دى، فقال للى بيكلمه "آه أحمد فاكره ده الشاب خالد بتاع دى دى"، ساعتها انا عليت الصوت، لقيت خالد بنفس الابتسامة المبهجة بيغنى أغنية خمنت انها فرنساوى، بس من قلب الكلمات الفرنساوى سمعت كلمة "عايشة"، وطبعا طرت بالأغنية، الكلام ده كان في بداية 1996، وعرفت بعد كده ان دى أغنية عايشة اللى نزلها سنجل في الوقت ده وبعدين نزلها في ألبومه "صحرا" في نفس السنة.

العشق 1998/1999
عشاق الراى يعرفوا ان السنتين دول اهم سنتين في تاريخ الموسيقى دى، في أواخر سبعة وتسعين نزل ألبوم ديوان لرشيد طه اللى كان فيه أغنية "يارايح" اللى انتشرت كونياً مش عالميا بس، وفى بداية تمانية وتسعين كان ألبوم الشاب مامى "مالى مالى"، وفى آخر السنة كانت حفلة 1,2,3 سوليي، اللى اتغنت فيها أغنية عبد القادر الشهيرة، لكن بالنسبة لى انا كان الوضع مختلف، كنت في تالتة اعدادى لما سمعت الأغانى اللى قلت أساميها دى، كنت شفت في يوم الصبح على قناة النايل تى في اغنية "يارايح"، طبعا حبيت الأغنية قوى زى الملايين اللى حبوها في العالم كله، لكن ماعرفتش مين اللى بيغنيها، كل اللى فاكره انى لحقت اقرا اسم "طه" في آخر الأغنية، وبصراحة كنت باستنى بعد كده إعلان دريم لاند عشان اسمع الأغنية أو لحنها بمعنى أدق.
بالنسبة لمالى مالى بتاعة مامى، فانا فاكر ان القناة التالتة كانت في الوقت ده حاطه جزء من الأغنية كفاصل وشارة للقناة، وكنت باستنى اسمعه دايماً، لكن ماعرفتش مين اللى بيغنيها، وماكتشفتهوش غير لما في مرة كنت باتفرج على القناة التانية ولقيت في الشارة جزء من أغنية "ديسيرت روز"، ساعتها ربطت ان الصوت اللى بيغنى الأغنيتين واحد، وبعدين عرفت عن طريق برنامج بانوراما فرنسية انه جزائرى واسمه الشاب مامى.
في يوم بعد كده كنت قاعد لوحدى في البيت، وباتفرج على بانوراما فرنسية برضه، ولقيت المذيعة بتقول ان الأغنية الجاية اسمها عبد القادر وبيغنيها خالد ورشيد وفضيل، اشتغلت الأغنية، ولأنى كنت لوحدى في البيت لقيتنى قمت وابتديت اتنطط وارقص معاها، وع الكوبليه التالت لقيتنى بأغنى مذهب الأغنية "عبد القادر يابوعلم ضاق الحال عليا..داوى حالى يابوعلم سيدى روف عليا"، وطبعا افتكرت ساعتها على طول ان الراجل ابو صوت خشن وشعر طويل ده هو اللى غنى "يارايح"، وخمنت لوحدى والله انه رشيد اللى المذيعة قالت اسمه في البداية، وقلت كده يبقى اسمه رشيد طه أو طه رشيد.

الجنون 2002
كنت في بداية تالتة ثانوى، وكنت زى كل الناس باسمع ألبومات عمرو دياب ومحمد فؤاد ومحمد منير وحكيم، لكن عمرى ما حسيت بانسجام مع حد منهم غير منير، وماكانش ليا في المزيكا خالص، حتى ماكنتش بانزل أغانى من ع النت وقتها، لكن الراى كان لسه عامل حالة غريبة عندى، كنت في الوقت ده عرفت ان المزيكا دى اسمها الراى، لكن ليه اسمها كده ماعرفش، المهم، كنت كل يوم من ساعة ماكنت في أولى ثانوى باروح مشى مع صديق عمرى وأخويا أحمد الكاس، طبعاً مالهوش دعوة بلاعب الكرة المعتزل، العملية بس تشابه اسماء وأشكال، كان كل حد مننا له اسم شهرة وده كان اسم شهرته، انا كان اسم شهرتى "نوماديك" يعنى بدوى بالانجليزى، وعلى اساس ان اسمى احمد بدوى وكانوا بيندهولى ببدوى، فغيروها مع الوقت الى "نوماديك"، ولغاية النهاردة اصحابى القدام بيندهولى بالاسم ده اللى هو اسمى التانى في المدونة لو حد خد باله، كان احمد الكاس عاشق لأغانى باك ستريت بويز، وفى يوم واحنا ماشيين وقفنى عند محل شرايط وشاورلى على ألبوم ليهم كان ناقص من عنده وقال بكرة حيجيب فلوس معاه ويشتريه، ماعرفش حتى الآن أحمد اشتراه ولا لأ، بس المهم ان في وقفتنا دى خدت بالى من شريط محطوط كان اسمه
Best Of Ray 99
كان الشريط عليه صورة خالد ورشيد وفضيل البوستر لحفلتهم مع بعض، وطبعا اكتشفت بعدين انه شريط مضروب وكفاية انهم كانوا كاتبين كلمة راى غلط، لأنها بحرف الآى مش الواى، لكن بغض النظر الألبوم كان فعلا افضل ما انتج الراى في الفترة دى، كان عليه أغنية عبد القادر وأغنية شابة وأغنية براية ووهران الرائعة ودول كلهم لخالد، وكمان كان عليه أغنية يارايح ومنفى لرشيد ومالى مالى لمامى، وكمان أغانى لبعض مغنيين الراى غير المشهورين عالمياً زى "سال دم دراعى" للشاب قادر، و"نسال فيك" لفضيلة وصحراوى، وغيرهم كتير، يوم ماجبت الشريط كان أول يوم في رمضان، قعدت اسمع فيه قبل الفطار لدرجة انه أخرنى عنه، والغريب انى فوجئت بحفظى لبعض مقاطع من بعض أغانى، يومها كنت انا والكاس (مش كناية عن الخمرة اقصد صاحبى) عندنا درس عربى بعد الفطار ولما اتقابلنا لقانى بادندن بأغنية غريبة، كانت أغنية براية "جاتنى براية جات..من عند حبيبتى بدت" (يعنى جاتنى رسالة من حبيبتى)، وقعد يقوللى انت لحقت تحفظ من الشريط كمان.
بدون مبالغة انا ممكن اكون سمعت الشريط ده مية مرة مثلاً، كنت يمكن باسمعه تلات مرات في اليوم، وانا باذاكر ووانا بألعب ع الكومبيوتر، ماكنتش باسمع غيره، لحد ما صاحبى أحمد مصطفى وقاللى انه كان بيقلب في حاجات قديمة عندهم في البيت ولقا ألبوم دى دى لخالد، وجابلى الألبوم فعلاً، الشئ الظريف ان الشريط اللى اداهونى اكتشفت بعدين انه نسخة مصرية باتنين جنيه ونص، الألبوم كان فيه أغنية فرنساوى وحيدة اتشالت منه، واتكتب عنوانه دى دى، مع ان الألبوم ماسموش دى دى انما اسمه "خالد" احنا اللى عرفناه باسم دى دى، بعد ما سمعته قلت خلاص كده، مش حاسمع راى تانى، وحاكتفى بالشريطين دول، بس حصل غير كده، كنت كل ما أحوش من مصروفى أي مبلغ فوق العشرة جنيه بانزل جرى على وسط البلد، يا اما اجيب كتاب او اجيب شريط راى، على آخر تالتة ثانوى كان عندى كل شريط راى أصلى ومضروب نزل مصر، بل كان عندى من بعض شرايط اكتر من نسخة، وكنت ابتديت ادور في النت على معلومات عن الراى، ومنه عرفت ايه أهم ألبومات اتعملت، وكانت كلها عندى ماعدا "نسى نسى" الألبوم اللى خالد نزله سنة تلاتة وتسعين، و"ديوان" اللى رشيد نزله سنة سبعة وتسعين، الأول لم يستدل عليه حتى الآن في مصر، أما التانى فبعد بحث صعب ومكالمات تليفونية كتير عرفت انى ممكن ألاقيه كنسخة مضروبة في محل في اسكندرية، وبالفعل سافرت اسكندرية لأول مرة في حياتى مش عشان اشوف البحر بتاعها أو بناتها الجمال، انما عشان أجيب ألبوم ديوان، ولقيته فعلاً وجبته وما أزال محتفظ بيه حتى الآن.
بالمناسبة مادمت قلت نوماديك جت منين لازم اقول أمادو جت منين، اللى حصل انى وانا في تالتة ثانوى كنت اتصاحبت على ناس جديدة بحكم انهم كانوا أدبى زيي (انا كنت أدبى من سنة تانية ماحولتش يعنى)، وقعدت اكلمهم على الراى اللى بدأت اسمعه، فواحد منهم قاللى احنا بعد كده نسميك الشاب أحمد، قلتله أحمد ده اسم منتشر ومش لايقة معاه خالص كلمة شاب، بعد شوية كان الكلام اتحول عن الكورة وجت سيرة لاعب مالى اسمه ممادو، فقلتلهم بالمناسبة ممادو يعنى محمد بالفرنساوى، فصاحبى ده (كان اسمه بيتر) قاللى طيب اذا كان محمد يعنى ممادو يبقى أحمد معناها أمادو، ومن هنا ورايح احنا حنندهلك باسم الشاب امادو، الاسم عجبنى وبقوا يندهولى بيه ولما دخلت الكلية ولقيت ان اسمى الاصلى متشابه مع اتنين تانيين بقية اعرف نفسى باسم أمادو..الشاب أمادو

العقل 2005
بدأت اسمع كل حاجة في الراى، قديمة أو جديدة، مشهورة أو مغمورة، سمعت فرقة راينا راى والشاب طارق والشيخة ريميتى وحتى سعاد ماسى، وبسبب الراى ابتديت اسمع مزازيك تانية كان الراى بيحاول يقرب منها او هي اللى بتحاول تقرب منه، قدرت أدرك ايه مكانة خالد واعرف انه حد عظيم بجد، وقدرت افهم ان مامى هو النجم بالمفهوم التجارى قبل ما يكون فنان زى خالد، اما رشيد ففى البداية ماتقبلتش أغانيه بس مع الوقت حصل العكس، رشيد هو نمرة اتنين عندى بعد خالد، يمكن لأن الراى موسيقى مختلفة عن المعتاد أما رشيد فهو المختلف عن المعتاد في الراى، وعشان كده ماقبلتوش الأول بسهولة، بس المهم ان جنونى بالراى ارتقى لمرحلة من الهدوء والتأمل فيه، خلتنى أفهم انه كمان مش مجرد مزيكا رائعة وبس، كمان فيه كلام قوى، فيه أغانى وطنية واجتماعية يمكن اكتر من الأغانى الرومانسية، وحتى الرومانسى منها بسيط "حب الفقراء" زى ما الشاب مامى كان قال في موقعه ع النت، انا كمان اتعلمت حاجات من الراى، على راسها اللهجة الجزائرية اللى اعتقد انى الوحيد في بر مصر القادر على فهمها والتحدث بيها أحيانا كمان، ومهما سمعت من مزيكا لكن دايما بارجع للراى، بالأقى نفسى فيه، مغنى الراى دايما وحيد مش بيغنى مع كورال حتى، ودايما بيقول اللى هو عايزه أحيانا يطلع شتيمة بألفاظ مش ولابد، وأحيانا يطلع كلام في منتهى الرقة..بس المهم انه بيعبر عنه..حاسس ان مفيش كلام تانى ممكن اقوله، بس لو حد سألنى تانى "ليه الراى؟" أو بالجزائرى "وعلاش الراى؟" حاقوله ييجى يقرا اللى كتبته هنا، لأنى أظن ان ماحدش حيستحمل يسمع منى ده كله.
بالمناسبة..أظن انى كداب لما قلت انى عقلت.

أحمد بدوى