Sunday, June 03, 2007

أستاذنا محمد خان


أستاذنا/ محمد خان
لن أستطيع أبدا أن أخفى سعادتى الغامرة بالعثور على مدونتك الرائعة،
http://klephty.blogspot.com/
ولكن عفواً أستاذنا، فإن فرحتى لم تكتمل عندما قرأت ما كتبته عن مجلة جودنيوز سينما الشهرية المتخصصة في شئون السينما http://klephty.blogspot.com/2007/05/blog-post_29.html
، بحكم أنى قارئ للمجلة وعاشق للسينما قبل أن أكون أحد كتابها الذين يكتبون نقداً وصفته بالسطحى، فاسمح لى أن أرد على تدوينتك السابقة هنا:
أولاً: بخصوص الاهتمام الزائد بالفيلم الأجنبى، هذا الاهتمام نابع من متابعتنا لكل جديد في عالم صناعة الأفلام، وبالتأكيد أنك تعلم كيف ستكون النسبة الكمية إذا ما قارننا بين عدد الأفلام الأمريكية التي تنتج شهرياً بعدد الأفلام المصرية التي تنتج في العام الواحد، مع العلم أن ليس كل ما ينتج يغطى دعائيا في المجلة، وإن كان كل ما يعرض في دور العرض المصرية يغطى نقدياً.
كما أن هناك ملفات دعائية لأفلام عربية نزلت بالفعل في أعداد سابقة ومنها أفلام غير مصرية مثل "زوزو" و"بوسطة" اللبنانيان و"السكان الأصليون" الجزائرى.
كذلك فإن كافة الملفات الصحفية التي نزلت في المجلة كانت عن السينما المصرية فقط، ولم نأت على ذكر السينما الأمريكية إطلاقا، مثل ملف "أفضل 50 ممثل مصري" في عدد مارس 2006 وملف "أفضل 125 فيلم في تاريخ السينما المصرية" في عدد سبتمبر 2006 وغيرها، بالاضافة للملفات التي نعدها عن بعض السينمائيين مثل الراحل أحمد زكى وعادل إمام وفؤاد المهندس ونور الشريف ونبيلة عبيد، و داوود عبد السيد وشريف عرفة ونجيب محفوظ، هذا بالإضافة أيضاً للملفات السينمائية المتخصصة في تبسيط المفاهيم السينمائية الغامضة مثل ملف السيناريو وملف الراكور.

ثانياً: بخصوص جزئية "الشقلبة"، فهى مجرد حلية إخراجية موجودة في عالم الإخراج الصحفى، وهى كفيلة بجذب الانتباه، وربما نكون أول من عملها في مصر، ولكن الأكيد أن هناك مجلات أوروبية وأمريكية كثيرة منها مجلات سينمائية قامت بهذه الحلية، والاعتراض عليها يبدو تماما كالاعتراض على تقديم كوانتن تارانتينو لأسلوب سرد غير تقليدى في فيلمه الشهير "بالب فيكشن".

ثالثاً: بخصوص ما وصفته بالنقد السطحى فعفواً لا أتفق معك في ذلك، فبالمقارنة مع ما يكتب في بعض الصحف الأخرى بقلم أشخاص نصفهم بالنقاد الكبار من عينة "كان المخرج ممتازاً والمصور موفق في اختيار كادراته في حين لم يؤد الممثلون أدوارهم كما ينبغى...."، فإن أسلوب كتاب جودنيوز سينما أفضل من هذا في رأيي، فنحن لا نقول آراء شخصية انطباعية ولا نسعى للإجابة على سؤال "ماذا هناك؟" الذي يجيب عليه السادة السابق ذكرهم، وإنما نتخطى ذلك في المحاولة للإجابة على سؤال "لماذا؟"، وذلك بأسلوب هو قريب من الجمهور المعتاد للسينما وهم الشباب، مع الوضع في الاعتبار أن معظم كتاب المجلة لم يتجاوزوا الثلاثين عاماً، وقد قلت أننا "نحاول الاجابة" وذلك لأن ما يكتب ليس بالضرورة أن يلقى قبول الجميع، فقد يكون ما نراه غير ما تراه بحكم اختلاف الأجيال، ولو أنى أعلم أن لديك قلب شاب.

أختم هذه التدوينة بنقد (لا أعرف هل ستراه سطحى أم لا) لفيلمك الأول "ضربة شمس" كنت قد كتبته للمجلة عند دخول الفيلم في قائمة أفضل 125 فيلم، ولم ينشر بسبب عدم توافر صور من الفيلم وقتها في أرشيف المجلة وقصر الوقت مما لا يسمح بإيجاد صور
العمل الأول،..لقد كان الأسوأ بسبب انعدام الخبرة والتجربة و..فلننظر للأمر من زاوية أخرى.

مميزات العمل الأول


ربما يحمل العمل الأول لأى مخرج قدر غير قليل من الأخطاء التى عادة ما يتم التساهل معها لأنها المرة الأولى، ولكن فى الكثير من الأحيان أيضاً يحمل قدراً كبيراً من رؤية المخرج التى قد يُرجع إليها مع كل مشاهدة لفيلم آخر جديد له، وهذا يتحقق هنا في فيلم "ضربة شمس" العمل الأول لمخرجه محمد خان، حيث هناك تحديد للعناصر الرئيسية التى شكلت رؤيته الخاصة والمختلفة فى أفلامه التالية، ذات الأسلوب الثابت المضمون المتغير الشكل، والتى تنقسم لعنصرين رئيسيين:
1-صراع الذات مع الآخرين: ففى هذا الفيلم هناك شخصية رئيسية "شمس/نور الشريف"، والتى تتصف بكونها شخصية ذات تركيبة معقدة وان بدت عادية، تتمثل فى احكامه السيطرة على عالمه الخاص وبراعته فى تسييره، سواء على المستوى المهنى كمصور فوتوغرافى متميز، أو فى حياته العاطفية ذات الطابع الغربى مظهراً الشرقى الذكوري مضموناً، أو حتى فى صداقاته وعلاقاته مع الآخرين؛ ولكن خارج هذا العالم الخاص الذى هو فيه فاعل، يتحول إلى مفعول به على يد آخرين أكثر منه شراسة، ليدخل صراعه معهم مستنداً إلى مبادئ عالمه الخاص. لاحظ هنا أن هذا الأمر يتكرر فى كل أفلام خان تقريباً-اذا استثنينا منها "أيام السادات" بسبب طبيعته كسيرة ذاتية-، مع اختلاف فى شكل العالمين وطبيعة الصراع الناشئ بينهما فى كل فيلم.
2-المشاهد الخارجية:فى "ضربة شمس" حاول ان تعد المشاهد الداخلية، انها قليلة، تخدم فكرة الحوار مع النفس والاستنتاج والاستنباط الذاتى، أما المشاهد الخارجية فهى الأكثر عدداً، وكلها تعرض طبيعة علاقات المسيطر على حياته الذاتية كفاعل مع الآخرين كفاعلين به، ثم يدور الصراع كله فيها. اذن هناك ارتباط بين الصراع مع الذات الذى يتم بداخلنا، والصراع مع الآخرين فى العالم الخارجي، والشكل الثاني من الصراع هو الغالب فى هذا الفيلم، وأيضاً فى كل أفلام محمد خان التالية، لاحظ كثرة المشاهد الخارجية فى أفلامه حتى لتطغى على العناوين (طائر على "الطريق"، "مشوار"عمر، "خرج"ولم يعد، بنات "وسط البلد"...إلخ) لدرجة جعلته متميزاً عن الآخرين من أبناء جيله رواد الواقعية الجديدة في السينما، بتصويره مشاهد خارجية يكاد يجزم البعض باستحالة تصويرها، بدأت منذ فيلمه الأول الذي صور مطاردة داخل قطار استمرت في نهاية الفيلم ما يقرب من عشر دقائق.

لن أوقع هذه التدوينة التي تحمل لوماً لك ورغبة في النقاش معك باسم أحمد بدوى كالمعتاد، وإنما بلقب أفتخر به كثيراً

أحد عشاق أفلام محمد خان

3 comments:

klephty said...

قرئت ما كتبت فى مدونتك
أولا أشكر اهتمامك وأقدر حماسك للمجلة
ولكن مع احترامي لوجهة نظرك
أتعشم ان تحترم وجهة نظرى
ولمعلومك بالنسبة لكل أفلامى من
أولهم الى آخرهم أتابع بإهتمام
كل ما يكتب سواء مع أو ضد
ودائما أحترم حرية الرأى.
وكما عاهدت نفسى ألا تتحول مدونتى
الى دردشة مكتفيا بوضع خواطر
وتجارب فنية وحياتيه تسجل وتحسب على
وكل ما اتمناه ان تفيد أحيانا
وتمتع أحيانا أخرى.
منذ ظهور المجلة وبهجة التوقعات
تراجعت تدريجيا .. ربما أتوقع الكثير
ولن أجادل معك مستوى النقد بالنسبة
لأفلام عديدة وسأكتفى بتعليق
على نقد كركوتى عن فيلمى الأخير
وربط نقده بالماضى .. اعذرنى ان
اعتبرت ما كتبه جهل عن واقع الأمور
اذا حقق فى عناوين جميع أفلامى
فسيجد ان ٩٩٪ نابع عن فكرة أو قصة
منسوبة الى .. وهل معنى ذلك ان ليس
لى وجود فى كتابة أى سيناريو منهم
بل المعالجة لكل فيلم أى
the structure
دورى فى بنائه أساسى
من اللحظة الأولى
وتسائل الناقد هل هو هجوم ؟
مبررا ما كتب انه مناقشة
أحترم رأيه اذا لم يجد فى أعمالى
الأخيرة عمق الأعمال السابقة
لكنى لا أقبل تفسيره افتراقى عن
أفراد آخرون كسبب .. هذه إهانة فى حد ذاتها
السيناريوهات لا تمطر على
بل نقطة انطلاقها تبدء معى وتنتهى معى
وأرجو حتى لا يمتد موضوع المجلة
على الأقل بمدونتى اذا كان لديك
مزيد من التعليق ان ترسله الكترونيا على
mokh42@gmail.com
مع شكرى وتحياتى

Cheb Amadou said...

عفواً أستاذى
لا أستطيع تقبل رأى أستاذ علاء كركوتى على أنه اهانة نابعة عن جهل، فلا أحد يهتم بالسينما فى مصر يجهل أنك وراء كل أفلامك بدءا من خطوتها الأولى كمعالجة حتى خروجها على الشاشة، بل اننا نعلم جميعا أنك كنت وراء أفلام أخرى لم تحمل اسمك كمخرج، وإذا كان الجميع يعلم ذلك فبالتأكيد أن الأستاذ علاء أيضاً يعلم ذلك، وبالتالى فما ذكره واعترضت أنت عليه لا يخرج عن اطار الرأى النقدى فقط، وهو رأيه الخاص أيضاً (وانا شخصيا لا أتفق معه تماماً)، ولكن هذا ليس مبررا لرفضه فى جميع الأحوال.

أشكرك جزيلا للرد على الموضوع وبعيداً عنه فأنا فى غاية السعادة لدخولى فى نقاش معك يا أستاذنا.

عمرو غريب said...

لا والله محمد خان مخرج ما لهوش حل