Monday, May 14, 2007

حكايات الراى

حكاية واحدة..وغير كافية


عندما علمت بأن قناة
OTV
سوف تقوم بعرض فيلم "حكايات الراى" التسجيلي، أصبت طبعاً بحالة من الفرح اللانهائي بالرغم من البرومو المغلوط الذي قال أن موسيقى الراى كانت تتحدث عن الوطن ثم أصبحت تتحدث عن البنات الحلوين، وسبب الفرح هنا أن أحب شيئين في حياتي سيجتمعان وهما نادراً ما يجتمعان وأعنى بالطبع السينما والراى، وخاصة أن هذا الفيلم لم أكن قد شاهدته من قبل، ولكن بعد مشاهدة الفيلم أصبت بنوع من خيبة الأمل، فبالرغم من احتفاءه بالشيخة ريميتى الأم الروحية لموسيقى الراى الجزائري، تلك السيدة التي تبدأ حكاياتها دائما بكلمة "قيل" كناية عن عدم التأكد من أي شئ في تاريخها وكأنها إن لم تكن كذلك فعلاً أسطورة من أساطير الإغريق التي تتحدث عن أنصاف آلهة، إلا أن الفيلم أهمل الكثير من الأشياء المتعلقة بحياتها والمتعلقة بالراى عموماً، فكان يبدو أن هناك خجلا واضحا من الحديث عما "قيل" عن ريميتى من كونها إحدى ساكنات بيوت الدعارة، وأنها ذات ليلة رأت رؤية لم تخبر بها أحداً حتى ماتت دفعتها للسفر إلى مكة وأداء فريضة الحج، وبعيداً عن ما "قيل" فإن الثابت أن أغاني ريميتى كما وصفها الفيلم كانت هي الأجرأ والأكثر خروجاً عن أبواب المجتمع المنغلق الذي ولدت فيه، ولكن ما هو وجه الجرأة؟ لقد أهمل الفيلم ذلك لنفس السبب السابق، ريميتى غنت للخمر وأدت غزلاً صريحاً في أغانيها، فما الداعي لإنكار ذلك أو تجاهله بمعنى أدق؟ فالراى لم يزعم أحد أنه خرج من صحون الجوامع أو بارات الملاهى، انما خرج من قلوب الناس.


الأسوأ من هذا إسقاط الفترة الأهم بالتأكيد في تاريخ موسيقى الراى، وهى الفترة التي ظهر فيها "الشباب" خالد ومامى وحسنى، فلقد ظهروا في مجتمع أكثر انغلاقا من مجتمع ريميتى، حيث أضيفت للعادات والتقاليد أفكار دينية متطرفة، مما جعل المضمون الذي يقدمه الشباب ليس محض موسيقى فقط وإنما ثورة أيضاً لاقت صداها بالفعل وكانت لها مردودات سلبية عليهم لم يتعرض الفيلم لأي منها، فاغتيال مؤسس شركة "ديسكو مغرب" بابا رشيد أحمد الذي استطاع جمع زهرة شباب الراى في بداية الثمانينات ومنهم خالد ومامى وحسنى على يد الجماعات الإسلامية، لم يأت ذكره في الفيلم الذي استضاف مدير الشركة الحالي، مع العلم أن هذا الاغتيال كان هو السبب المباشر لهجرة العديد من مطربي الراى إلى فرنسا، كذلك اغتيال الشاب حسنى عام 1994 مروا عليه في الفيلم مرور الكرام وكأنه حدث عادى مع أنه يجسد بوضوح طبيعة الصدام بين الجماعات وموسيقى الراى تحديداً، وإن كان عدم ذكر ما سبق في الفيلم لا يفسر إلا بالإهمال أو الجبن، فإن تجاهل الفيلم لمرحلة التسعينات التي أنطلق الراى فيها إلى العالمية على يد خالد ثم مامى ثم رشيد طه هو عين الإهمال والجهل، ويبدو أن سبب ذلك صعوبة الوصول لهؤلاء النجوم الآن، ولكن كان يمكن تعويض ذلك بعدد من التقارير الوافية بدلاً من الذهاب لبعض المغنيات اللاتي أتين بعد ثورة الراى وحصدن نتائجها، ثم صرن يزعمن أن خروجهن للغناء يعد أمراً عظيماً، باختصار الفيلم ربما خطط لها أن يحكى حكايات الراى فعلاً، ولكنه لم يحك إلا حكاية واحدة غير موفقة يبدو أنه سيق لها، هي حكاية المرأة مع موسيقى الراى.

الفيلم يعاد عرضه على قناة
OTV
الثلاثاء الساعة:12 صباحاً.

أحمد بدوى

7 comments:

JuSt_hUmAn said...

يا أحمد مافيش حاجة في الوطن العربي كله بتتعمل بذمّة..اشمعنى الفيلم دا اللّي هيتعمل حلو!
..
صحيح..فين القصة اللي كتبتها و قلتلي عليها من أكتر من 3 شهور و لسه ما نزلتهاش؟
القصة بتاعة الرجل مدعي التحرر اللّي أخد كلمة من واحدة تونسية أو مغربية تقريباً فاتصدم..

Cheb Amadou said...

ياااااه انت لسه فاكر القصة، ع العموم اول مااكتبها كيبورد حابعتهالك ان شاء الله ماتقلقش، وبالمناسبة كانت تونسية
:-)

الفيلم بقى الكارثة بتاعته انه انتاج شركة مصر العالمية، وده فى حد ذاته المفروض يكون ضمان جودة، لكن الواقع لم يكن كذلك مع الأسف.

Amr said...

هي مش كانت في يوم اسمها الشابة رميتي؟ بقيت شيخة مرو واحدة!!! زمن

الراي عموما بيستهويني بس مش دايما... مقال كويس

boshra mohamed said...

مبروك يااحمد على المدونة الجميلة ديه واللى فيها روح مختلفة عن بقية المدونات الاخرى
فعندما يجتمع الراى مع السينما مع الحياة بقدم احمد بدوى فإنه بكل تأكيد شىء يستحق المتابعة
بخصوص الحلقة فانا اتصدمت يمكن اكتر منك لانى كنت متوقع عمل وثائقى ضخم واتوقعت اشوف صورة حية للفترة المهمة جدا فى تاريخ الراى اللى انت قولت عليها واللى قدرت تحول الراى من مجرد ثقافة محلية الى اتجاة موسيقى عالمى ولكنى فوجئت بتجاهل مستفز للفترة ديه فى مقابل اهتمام بمغنيات انصاف موهبات واناس اخرين لارى لهم اى اهمية تذكر فى ظل اهمال ملوك الراى
بمناسبة حديثنا عن ملوك الراى فقدشاهدت اليوم ايضا بالصدفة برنامج للشاب خالد على قناة ميلودى هيتس وقد اكد لى هذا اللقاء ان فترة عدم التوازن التى يمر بها الشاب خالد والتى كنت اعتقد انها نزوة قد تصير انهاية لهذا الرمز الكبير ... انا لااطالب خالد بالا يصور للتلفزيون المصرى ولكن يصور لمن يقدره ويستطيع ان يتعامل معه كقيمة سواء فى الاسئلة الموجهة او الالمام بالبيوجرافى الخاصة به وليس مثل تلك المذيعة الفاشلة التى جلبتها الواسطة لينا عشان تفقعلنا اللى انتا عارفه .... ياراجل ديه كانت محسسانى انها مستضيفة عامر منيب ولاتامر حسنى عموما كفاية كده عشان انا كل ما افتكر اللقاء بتنرفز وبقول ربنا يخليك لينا يامنير .. انت الوحيد اللى لسه بتحسسنا ان المطرب ثقافة وفكر قبل مايبقى مايك وشريط
مبروك مرة تانية على المدونة الجميلة ديه وعايزين منك مواضيع اكتر ونشاط اكتر وخصوصا فى حكايات الراى عشان انت من القلائل جدا فى مصر اللى بيهتموا بالراى كتوثيق وتحليل اكتر منه كسماع اغنية على سبيل الموضة ليوم او يومين نتيجة لاعجاب بالحن دون فهم اى شىء وكان الله بالسر عليم

Cheb Amadou said...

ماتتخيلش يا بشرى سعادتى بتعليقك ده قد إيه، وبالنسبة لموضوع البرنامج بتاع ميلودى فأنا فعلاً اتخنقت من المذيعة الجاهلة الهبلة دى، لكن سيبك خالد برضه لسه بنفس جمال الشخصية بتاعته.

عندى شك 99% أنك بشرى اللى كان على منتدى نورماندى، لما تفوت تانى ابقى أكد أو انفى الشك ده.

Anonymous said...

يا شاب امادو اتمنى انك تساعدنى!!انابحب الراى وخصوصا اغانى خالد كتييييييييير بس مش بفهمها كلها .ممكن تساعدنى افهمها او تبعتلى كلماتها وهكون شااااااااااكر جدا ليك وده ايميلى waheedmp3@yahoo.com وعلى فكرة انا بحب (زى جد فازر)جداااا .واسكندرية ليه .جدا جدا فى انتظارك.وسلاااااااااام

Ocean said...

this is my E-mail: waheedmp3@yahoo.com
send to me on it cheb AMADO