قرأت فى "المصرى اليوم"خبر عن انفراد خاص بنشر سيناريو الفيلم الذى كتبته الجماعة عن سيرة حياة مؤسسها حسن البنا.
حسناً ليس هناك جديد فى الأمر ولن أتحدث هنا عن الأخطاء العديدة الواردة فى هذا الموضوع اما لجهل الصحفيين أو لجهل من أملاهم الخبر -أقول أملاهم وليس أخذوا عنه-، بشئون السينما والفن كعادة الجماعة التى تنافق الجماهير بادعائها حب الفن وهى أبعد ما تكون عن ذلك
ولن أذكر شماتتى الشخصية بحكم اتجاهى الفكرى التى شعرت بها بعد قراءة هذه المعالجة وليست السيناريو التى توحى بفيلم هلاهوطة، يظهر البنا بصورة الملاك الرحيم الذى لم يخطئ أبداً، وتلك النوعية من الأفلام كما هو معروف كانت صناعة أمريكية فى البداية مخصصة للتصدير لدول العالم الثالث حيث الاعتماد على الجهل الفنى لانجاح الفيلم، ثم أصبحت بعد ان تخلت عنها السينما الأمريكية منذ نصف قرن تقريباً صناعة مصرية محلية ممتازة.
ليس أياً مما سبق هو ما يسترعى انتباهى، ولكن ما يسترعيه حقاً رؤيتى أولى ملامح سقوط الدولة الاخوانية قبل قيامها رسمياً، فاللجوء للفن وخاصة السينما باعتبارها الفن الشعبى على مدى التاريخ وحتى الآن هو الحيلة التى طالما لجأ لها كل نظام ديكتاتورى أأو حتى ديمقراطى يمر بظروف صعبة فى وجهة نظر السياسيين أو بمعنى أدق يسقط إلى هوة النسيان والاندثار، وهو لايفعل ذلك فى نهاية عصره بل فى بدايته، فالنظام أياً كان يعلم أن به عيوباً لابد من اخفائها ولا توجد ورقة توت تستر فضائحه أمام أعين الجماهير التى تأتى لقمة العيش وراحة البال فى مقدمة اهتماماتها، الا فيلم ظريف مثل رد قلبى أو احنا بتوع الأتوبيس أو حسن البنا مؤخراً، يقوم بتسلية الجمهور ورسم صورة منافية تماماً للواقع، فقط بغرض الخداع، والكذب السياسى الذى لن يتمنع عنه أى نظام سياسى فاشل.
على كل مبروك على الجماعة فيلمها الضخم الانتاج، والذى سيكون أول أفلامها الدعائية كنظام سياسى لم يصبح قائماً بشكل رسمى بعد، وعقبال بقية السلسلة، فيلم عن سيد قطب، فيلم يهاجم نظام مبارك، وفيلم يسخر من مهدى عاكف بعد عمر طويل ان شاء الله.