Thursday, December 07, 2006

Indigenes



القصة:أربعة مجندين من المغرب العربى يتطوعون في الجيش الفرنسى ليحقق كل منهم غرضاً ما، ولكن ذلك تحت ايمانهم بالحصول على الحرية والاخاء والمساواة عقب انتهاء الحرب.

أن نشاهد فيلماً غير أمريكى فنحن نعلم مسبقاً أنه لابد من وجود نقيصة ما به عن النمط الأمريكى التقليدى، وخاصة لو أن التيمة الأساسية كانت الأفلام الحربية التى يبرع الامريكيون في انتاجها منذ السبعينات، ولكن أن يرتقى فيلم حربى غير أمريكى لمستوى الصمود في المقارنات بينه وبين نفس النوعية من الأفلام الأمريكية، بل ويتفوق على بعضها، فهذا يشير إلى أن هذا الفيلم أكثر من ممتاز، وهو ما يتحقق مع هذا الفيلم
Indigenes/ البلديون/ السكان الأصليون
الذى رأى عدد من النقاد الأمريكيين أنفسهم أنه قادر على المنافسة والصمود في وجه فيلم مثل "انقاذ المجند رايان"، وبعيداً عن المقارنات فإن الفيلم يضع نفسه في مكانة محترمة وسط هذا الاطار الفنى يجعله على مقدمة القائمة.
ويمكن لمس نقاط التميز في الفيلم على شريطى الصورة والصوت بم يخدم الفكرة المحورية للفيلم، والتى يمكن ايجازها في كلمات "كيف تُصنع الثورة؟"، فبالرغم من توافر الامكانيات الواضح والذى يؤهل لصنع معارك حربية تصل فيها الدماء "للركب"، إلا أن هذا ليس غرضاً على الاطلاق لدى مخرجه "رشيد بوشارب"، لذا فقد جاءت مشاهد المعارك سريعة لا تظهر الجانب النازى ولا تهتم بعرض المشاهد المأساوية ذات الطابع الإنسانى للجنود الممزقين والجثث المتحللة...إلخ، بل كان التركيز فقط على الجانب العربى (الجزائرى المغربى التونسى)، حيث الأداء التمثيلى الصامت للأبطال الأربعة، فلا مجال هنا للحوار بقدر ما تشغل تعبيرات الوجه وارتعاشات الأطراف الكادرات عادة في لقطات واسعة، تعكس مرور الأبطال العرب بتجارب الموت المتنوعة من أجل جيش فرنسا الذين يحاربون لأجله وتحت رايته، ثم ما يتبع ذلك من احباطات بسبب عدم التقدير الذى يحصلون عليه.
أما بالنسبة لشريط الصوت، فعلى مستوى الحوار تغلبت فكرة "تحسين الصورة العربية" على بعض المشاهد لتأتى خارجة عن السياق الدرامى في افتعال ومباشرة فجة، كأن يخبر الكربورال عبد القادر المجند ياسر أثناء معمعة القتال أنهم (أى العرب) بشراً وليسوا وحوشاً، ولكن ما عوض هذا النقص في شريط الصوت على مستوى الحوار الأداء التمثيلى الصامت الذى تحدثنا عنه منذ قليل فيما يخص سياق الفيلم ذاته، كذلك تم استغلال الموسيقى بشكل أكثر من رائع، فمنذ تتر البداية والفيلم يقحم مشاهديه عبر نغمات العود الحنينية وصوت الشاب خالد الحزين في أجواءه التحسرية على ضياع حقوق الجنود الشمال الأفريقيين في سبيل وهم خادع اسمه الحرية الممنوحة من فرنسا.
في المجمل فإن شريطى الصورة والصوت يلتقيان ليؤكدا على فكرة رشيد بوشارب عن كيفية صناعة الثورة، فالابقاء على الكربورال عبد القادر حياً كرمز لأحمد بن بللا قائد الثورة الجزائرية، دليل على صحة هذا الاعتقاد الذى أكد عليه الفيلم من أن الكذب باسم الحرية والاخاء والمساواة كان هو الدافع وراء محاولة تحقيقهم في بلاد المغرب العربى وهو ما تمثل في الثورة على فرنسا وطلب الاستقلال منها.

الفيلم: Indigenes
إخراج: رشيد بوشارب
تأليف: رشيد بوشارب، أوليفيير لوريل
تمثيل:جمال ديبوز، رشدى زيم، سامى نصرى، سامى بوجيللا.
موسيقى تصويرية:الشاب خالد،ارماند عمران
انتاج:جزائرى/فرنسى/مغربى

أحمد بدوى

No comments: